تآزر الجديدة… إصلاح يلامس الهشاشة، ويصنع الإنتاج من قلب الحاجة

منذ أن تولى الشيخ ولد بده زمام المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر"، بدأت الملامح تتغير، لا على الورق فقط، بل في عمق الواقع المعيش، حيث تسكن الهشاشة وتقيم الحاجة. 

تحولت المندوبية من مجرد تدخلات موسمية مبعثرة إلى ذراع تنموية تضرب عميقا في أرض التفاوت، وتزرع الأمل بإيقاع مدروس، ووتيرة صارمة، ورؤية إصلاحية لا تعرف المجاملة.

ما يميز المرحلة الحالية هو الانتقال من الارتجال إلى التخطيط، ومن التوزيع العشوائي إلى التأثير الممنهج، ومن الخطاب المهدئ إلى الفعل الملموس.

 مدن نائية أصبحت تشهد تعميرا منظما، لا تنميقا مؤقتا، وأسواق الفقر بدأت تنحسر أمام موجات مشاريع مستدامة، تنبع من فهم حقيقي للواقع وتراعي تعقيداته.

المنسقيات، التي كانت في فترات سابقة تفتقر للفاعلية، نفخت فيها روح جديدة؛ مراقبة صارمة، تقييم دوري، وربط واضح بين الجهد والمردودية. 

لم يعد يحتفى بالكم، بل بالجودة، ولم يعد العمل الميداني رفاهية بيروقراطية، بل جوهر الأداء.

تآزر اليوم، في ظل قيادة الشيخ ولد بده، أصبحت تجسيدا حيا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في أبرز جوانبه وأكثرها إنسانية: الانتشال الفعلي للمواطن الهش من ضيق الحاجة إلى فضاء الإنتاج، ومن دائرة الإقصاء إلى فضاء الفاعلية والمشاركة.

لقد وضعت خارطة طريق واضحة، عنوانها "الإصلاح البناء"، لا شعارات عابرة، و"الصرامة"، لا تساهل مع التقصير، و"التنمية المستدامة"، لا حلولا ترقيعية. 

ومن بين ثنايا هذه الاستراتيجية، ولدت مبادرات عكست انحياز الدولة للفئات الأكثر هشاشة: تحويلات نقدية منتظمة، تأمين صحي مجاني، مشاريع مدرة للدخل، وتدخلات في مجالات الصحة والتعليم والإسكان، كلها تدار بعقلانية وتنفذ بفعالية.

في هذا المسار، لم تعد الدولة فقط تساعد المواطن الهش، بل باتت ترافقه ليقف على قدميه، ليصبح مواطنا ينتج الثروة، ويشارك في البناء، ويشعر بانتماء حقيقي لهذا الوطن الذي بدأ ينظر إليه بعين العدل.

ولعل ما يحسب لهذه المرحلة أن "تآزر" أصبحت أكثر من مجرد مرفق إداري، إنها وعد الدولة الذي يتحقق، وجسرها الممتد نحو من كانوا على هامش الحياة… وها هم اليوم يستعادون بكرامة وإصرار، في طريق الدولة إلى تنمية لا تقصي أحدا، وعدالة لا تفرق بين الأطراف والمركز.

كمال الداه