مع اقتراب اكتتاب "سبيس إكس".. إيلون ماسك يخطو نحو نادي "التريليون"

في خطوة قد تعيد رسم خارطة الثروات العالمية، أظهرت تقديرات لوكالة “بلومبرغ” أن قيمة حصة إيلون ماسك في شركة “سبيس إكس” قد تتجاوز 625 مليار دولار في حال طرحت الشركة للاكتتاب العام وفق تقييم يُقدر بـ1.5 تريليون دولار. ذلك وحده كفيل بأن يجعل ماسك يخطو بثبات نحو أن يكون أول تريليونير في التاريخ، لا سيما حين تضاف هذه القيمة إلى ما يملكه من أصول في شركات أخرى أبرزها “تسلا”.

حاليًا، تبلغ ثروة ماسك نحو 460.6 مليار دولار، وفق “مؤشر بلومبرغ للمليارديرات”. وفي حال تحقق السيناريو المتفائل بطرح عام أولي لـ”سبيس إكس”، سترتفع ثروته بنحو 491 مليار دولار لتصل إلى 952 مليار دولار. الحصة التي يملكها ماسك في “سبيس إكس”، ومقرها ستاربيس بولاية تكساس، تُقدر بنحو 42%، استنادًا إلى بيانات من لجنة الاتصالات الفيدرالية وجولات التمويل الأخيرة.

جدير بالذكر أن آخر تقييم رسمي لحصة ماسك في “سبيس إكس” اعتمد على صفقة ثانوية في ديسمبر 2024 بلغت قيمتها 1.25 مليار دولار، وجاءت على أساس تقييم إجمالي للشركة بنحو 350 مليار دولار. وقدر المؤشر قيمة الحصة بعد خصم سيولة الشركات الخاصة بـ136 مليار دولار.

 

وعلى الرغم من وجود تداولات ثانوية هذا العام على أسهم “سبيس إكس” عند تقييم يقترب من 400 مليار دولار، فإنها لم تُحتسب في التقييم الحالي بسبب غياب بيانات دقيقة حول حجم الأسهم المتداولة، علمًا أن شركة “بيتشبوك” المختصة بالبيانات المالية قدّرت قيمة تلك الصفقة بأقل من 50 مليون دولار.

وتأتي هذه المؤشرات في وقت أعلنت فيه “سبيس إكس” أنها بصدد تنفيذ صفقة داخلية لتقييم الشركة بنحو 800 مليار دولار، وهي صفقة تتيح للموظفين بيع أسهم بقيمة تصل إلى ملياري دولار. الخطوة تمهّد للطرح العام المرتقب في عام 2026، وهو ما أكدته مذكرة داخلية وقّعها المدير المالي للشركة بريت جونسون.

في حال تحقق هذا السيناريو، ستعود “سبيس إكس” لتصبح الشركة الخاصة الأعلى قيمة عالميًا بعد أن كانت قد خسرت هذا اللقب مؤقتًا لصالح “أوبن إيه آي” هذا العام. ويُذكر أن السعر المحدد للسهم في الصفقة الداخلية يبلغ 421 دولارًا، أي ضعف ما كان عليه في يوليو حين قيّمت الشركة بـ400 مليار دولار.

بالتوازي، تبقى التحديات قائمة أمام ماسك لتحقيق لقب “التريليونير الأول”. فخطة الأجور في “تسلا”، التي قد تصل به إلى تريليون دولار كذلك، مشروطة بتحقيق الشركة لهدف طموح يتمثل في الوصول إلى قيمة سوقية تبلغ 8.5 تريليون دولار، مع أرباح معدّلة قبل الفوائد والضرائب تصل إلى 400 مليار دولار، وهي أرقام ما تزال بعيدة المنال.

من ناحية أخرى، يراهن ماسك أيضًا على شركة “xAI” المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، والتي سجلت تقييمًا بلغ 200 مليار دولار في سبتمبر، لتكون ضمن أوراقه الرابحة في سباق الثروات.

وفي حال قررت “سبيس إكس” المضي قدمًا بطرحها العام عند تقييم 1.5 تريليون دولار، فإن العملية ستكون الأضخم في تاريخ الأسواق، متجاوزةً حتى اكتتاب “أرامكو” السعودية عام 2019 الذي تم عند تقييم بلغ 1.7 تريليون دولار. الفارق هنا أن إيرادات “أرامكو” بلغت 360 مليار دولار في العام الذي سبق الاكتتاب، فيما يُتوقع أن تسجل “سبيس إكس” نحو 15 مليار دولار فقط هذا العام.

مع ذلك، يراهن المستثمرون على النمو الهائل للشركة بفضل مشاريعها الطموحة، من “ستارلينك” إلى “ستارشيب”، مرورًا بقاعدة قمرية محتملة ومراكز بيانات في الفضاء. وهو ما يعزز الفرضية القائلة إن الطرح المرتقب لن يعيد فقط تعريف سقف الطموح المالي، بل ربما يعيد أيضًا رسم خريطة الهيمنة الاقتصادية في الفضاء وما بعده.