وجّهت المواطنة الموريتانية آمنة محمد سالم إبراهيم فال - المرخي - رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ناشدته فيها التدخل لإنصاف والدها الذي تقول إنه تعرض لحكم جائر رغم ما وصفته بـ”خدمته المخلصة للوطن”. وأوضحت الكاتبة أن عائلتها تعيش منذ أكثر من خمس سنوات محنة إنسانية واجتماعية مؤلمة، تفاقمت بعد حملة إعلامية أثرت على نفسية الأسرة، وخصوصاً الأطفال.
الرسالة التي ننشرها أدناه كاملة دون أي تعديل، تأتي كما تقول صاحبتها استناداً إلى ما يتمتع به رئيس الجمهورية من حب للعدل وكراهية للظلم، وتدعو فيها إلى مراجعة القضية وتمكين الأسرة من الاجتماع من جديد خارج جدران السجن.
نص الرسالة المفتوحة:
إلى السيد رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية
رسالة مفتوحة
السيد رئيس الجمهورية
بعد التذكير بما يليق بمقامكم من التكريم والاحترام اسمحوا لي اليوم أن أخاطبكم مباشرة من خلال السانحة بوصفي فتاة ومواطنة موريتانية من جهة وشاهدة على ظلم عميق أعيشه مع أسرتي منذ أزيد من خمس سنوات مرت طويلة وثقيلة.
إن والدي رجل مستقيم وملتزم خدم بكل إخلاص ووفاء ووطنية بلده، يوجد اليوم موضوع حكم جائر عليه. أكتب هذه الأسطر وقلبي مثقل كما أنني عاجزة عن تحمل الألم والمحنة التي تواجهها أسرتنا جراء الحكم.
وبداية الحكم كانت مع برنامج تلفزيوني أطل فيه الشيخ السابق ابن غدة هاجم فيه والدي وأسرتي ومارس علينا من العنف اللفظي والضغط النفسي ومحاولات لاتهامنا أنا وأسرتي، وقد كان من انعكاسات تلك الحملة الظالمة أن إخوتي الأصغر مني لجؤوا لتغيير مدارسهم عدة مرات وعاشوا بالرغم من صغر سنهم ما لا يحتمله البالغون من إهانات وتمييز.
السيد الرئيس
إن والدنا السجين اليوم أثبت أمام المحكمة وحتى بشهادة من من كان ولا يزال خصما له أنه بريء من التهم الموجهة إليه من خلال ما قدمه من تقارير المفتشية العامة للدولة والمفتشية العامة للمالية ومفتشية الشركة الخاصة بها ومفوض حساباتها وتقارير محكمة الحسابات والتي ما خلى شهر منها متابعة للشركة، غياب ما يدينه في الفترة التي تولى فيها إدارة الشركة وتلك المؤسسات وتقاريرها طي ملف المحكمة لمن أراد الشاهد والدليل.
نحن أسرة موريتانية عادية كغيرنا من الأسر، إلا أننا اليوم نرى أننا نعيش وحدنا محنتنا بين خذلان الصديق بالأمس وشماتة الحاسد الحاضر، مع ما يعني ذلك من واقع نفسي واجتماعي غاية في الصعوبة.
السيد الرئيس
لقد علمنا والدنا قيما نتشبث بها وهي محبة هذا البلد وقيم العدالة والشرف وأن لا نغمط الحق أهله، لذلك نرجو منكم أن لا تصرفوا النظر عن آلامنا وآمالنا.
لذلك أرجوكم السيد الرئيس، بوصفكم رئيسا لكل الموريتانيين، ولما يعرف فيكم من حب للعدل وكراهية للظلم وتمسك بالكرامة والإنسانية وحث عليها، أن تسمعوا صرختنا، صرخة متألم متحمل، من أجل ممارسة ما يخولكم القانون من حقوق تسمح بإعادة الأمل لنا في الاجتماع خارج أماكن السجن.
لا يخفى علي، لمن أوجه هذه الرسالة، فلقد سبقني لها البعض وكان لهم ما طلبوا، وانطلاقا منه وتأسيسا عليه أخاطب فيكم ذلك التوجه بالإنصاف وإقامة العدل.
وتقبلوا السيد الرئيس، أسمى آيات الاعتبار والتقدير.
آمنة محمد سالم إبراهيم فال - المرخي -
مواطنة موريتانية